استشارات اجتماعية

مضى على وفاة زوجتي ثلاث سنوات وقد أخذت على عاتقي رعاية أولادي, ولم أتزوج حرصاً على الأولاد وعدم إدخال زوجة أب يمكن أن تتحكم بهم.. هل أنا على صواب?‏‏




الجواب: إن ما تقوم به من رعاية الأولاد والاهتمام بهم, عمل نبيل ويدل على عاطفة عالية وحرص شديد, لأنك تعرف بأن دخول زوجة الأب إلى المنزل سيفرض شروطاً جديدة للمنزل, وعلى الأولاد في النوم والطعام والتعامل والإدارة.. بمعنى سيعاد ترتيب الأوراق لمصلحة الضيف الجديد غير المرغوب به من قبل الأولاد.‏‏
إذن أنت على صواب ولكن.. الأمر يتوقف على عمر الأولاد, فإذا كان الأولاد في العمر القريب من الزواج وليسوا صغاراً فإن البيت قريباً, ستكون فيه وحيداً وسيكون من الأنسب وجود زوجة إلى جانبك تبادلك الحب والحنان والمودة.‏‏
إن الإنسان يحب تلقي الحنان ويحب أن يمنح الحنان.. وقد فهمت أن عاطفتك شديدة, ولهذا من الصعب أن تبقى وحيداً.‏‏
في بلدنا الكثير من الفتيات فاتهن قطار الزواج, فمن فقد الزوجة يجب أن نشجعه على بناء أسرة من جديد, لكي لا يفوت القطار على أحد, وهو قطار المحبة والتفاهم, ويكون ذلك بتخفيف شروط الزواج لبناء أسر بسهولة في مجتمعنا, بنفس الوقت تغيير النظرة المثبتة عن زوجة الأب الموجودة في قصة (سندريلا), لأن هناك أسراً ناجحة وزوجات أب متفهمات لظروف الحياة الجديدة.‏‏
**‏‏
نحتاج ثقافة جديدة‏‏
بلغت الخامسة والثلاثين من العمر ولم يطرق بابي الخطاب بعد, وذلك لا يقلقني كثيراً لأني أعمل وأصرف على نفسي, المشكلة أهلي الذين يصرون على زواجي بقوة, فماذا أفعل?‏‏
الجواب: متوسط سن الزواج ارتفع في سورية من 18 سنة للفتاة إلى 22 سنة بسبب غلاء المهور وازدياد تكاليف المعيشة وعدم قدرة الشباب اليافع على تأسيس منزل جديد وتحمل تكاليف الزواج الباهظة.‏‏
ما يقتضي من الأهل أن يكونوا أكثر حرصاً على الابناء وعلى مستقبل استقرارهم, أهل الخير في المجتمع يشجعون باستمرار على بناء أسر جديدة على المحبة وبمساهمة المجتمع المدني بل وضرورة مساهمة الدولة أىضاً في تأمين أهم عقبات الزواج: المسكن.‏‏
العنوسة التي ترتبط بالعرف الاجتماعي ومقولات الناس تجعل الفتاة ترغب بالزواج القريب السريع بغض النظر عن الظروف.. خوفاً من العنوسة.‏‏
لا يحمي المرأة من هذه المخاوف على مستقبلها إلا علمها وعملها.‏‏
السائلة تعمل وتصرف على نفسها ما يعني أن مشكلتها محلولة من تلقاء ذاتها وحرص الأهل على زواجها يمكن أن يختفي إذا اقنعتهم بأنها غير قلقة على مستقبلها مطلقاً..‏‏
اطلب منك أن تجدي لأهلك الأعذار فهم من محبتهم لك يريدون لك الاستقرار والزواج والإنجاب..‏‏
كما يعرفون دور المرأة في مجتمعنا.. في المشكلة الثانية والثالثة الحلول متقاربة وهي تخفيف شروط الزواج وبناء الأسر بسهولة وذلك يتم بتعاون الدولة مع الجمعيات الأهلية والأهالي.‏‏
بنفس الوقت نحن بحاجة لقناعات اجتماعية بأدوار جديدة للمرأة محترمة ومقدرة ممن حولها -متزوجة أو عازبة أو مطلقة- ما دامت متعلمة وعاملة.‏‏
**‏‏
القليل منهم يكفي‏‏
زوجي ليس اجتماعياً, لا يرغب بالتواصل مع الآخرين, ولا زيارة أقرباء أو أصدقاء.. ما جعلنا في عزلة فكيف أغير طباعه?‏‏
الجواب: في الاسئلة نعرض جوهر المشكلة ونترك التفصيلات الكثيرة التي نجدها في رسائلكم التي نعتز بها, والتي نريدها تفصيلية دائماً.‏‏
الزوجة هنا يقلقها كثيراً تصرف الزوج ويجعلها بعيدة عن السعادة, وهي تعيسة كما فهمنا من رسالتها, نجد أن في ذلك مبالغة لأن طباع الأزواج متفاوتة وقد تكونين قد اطلعت على نماذج من أهلك أو حولك ممن هم أكثر اندماجاً بالمجتمع وأكثر تواصلاً, وضجيجاً في علاقاتهم مع الآخرين..‏‏
زوجك من النوع الأقل اندماجاً وتقبلاً للعلاقات المفتوحة.. نصيحتي لك عكس ما تطلبين وهو كيف يمكن أن تغيري أنت طباعك لتلائم طباع زوجك?‏‏
العزلة مرفوضة وتدل على خلل في العلاقات مع الآخرين.. لكن امتلاء المنزل بالضيوف دوماً قد يعيق علاقتك الطيبة بزوجك.. ننصحك بالتقارب مع زوجك بدل السعي لتغييره كلياً..‏‏
مثلاً يمكن انتقاء الأقرب لزوجك ولك من العائلات.. والاقتصار على القليل من الأصدقاء والأقارب لتحققي لزواجك ولأسرتك الاستقرار والاستمرار والسعادة التي نتمناها لجميع القراء.‏‏
إجابات الدكتور بلال عرابي -أستاذ علم الاجتماع بجامعة دمشق‏‏